افتتاح الملتقى الوطني الأول حول “مدينة الجزائر في الثقافة العالمية”
الجزائر – افتتح اليوم السبت بالجزائر العاصمة الملتقى الوطني الأول حول “مدينة الجزائر في الثقافة العالمية” والهادف لإبراز مكانة مدينة الجزائر في الإنتاج الفكري والأدبي والفني لدى العديد من الكتاب والأدباء والمبدعين من مختلف البلدان, منذ العصور القديمة وإلى غاية اليوم.
وانطلقت بمقر المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الجزائر فعاليات هذا الملتقى الوطني المنظم تحت شعار “ملتقى الثقافات”, حيث سلط الجامعي محمد كحلي الضوء على “مدينة الجزائر في فكر أنطونيو دي صوصا”, من خلال مقاربة تحليلية نقدية لمدينة الجزائر إبان العهد العثماني قال فيها أن الجزائر “كانت ولا تزال مرجعا هاما” لكثير من الأدباء والمفكرين من بلدان عدة, على غرار الإسباني دي صوصا الذي “رسم صورة مزدهرة عن المدينة وعكس الطابع العمراني الاسلامي آنذاك, واصفا حياة السكان والنشاطات التجارية والعمران وغيرها”.
ويرى المتحدث أن كتاب دي صوصا “طوبوغرافيا وتاريخ الجزائر العام” الذي نشره عام 1612 بإسبانيا يعد “وثيقة هامة, حيث أنه عبارة عن مزيج من مقالات أدبية وتاريخية كتبها وهو أسير في الفترة العثمانية سنة 1577”, حيث استغل تواجده بمدينة الجزائر لكتابة رسائل تضمنت “أوصافا دقيقة” عن الأمكنة والحياة التجارية والاجتماعية من بينها الكثير من المظاهر الثقافية والعادات والتقاليد وغيرها من الصور الحية التي عاشها آنذاك.
وأكد السيد كحلي أن مدينة الجزائر “استحقت مكانتها بجدارة كفضاء فكري واجتماعي وعسكري”, داعيا بالمناسبة إلى “قراءة تاريخية نقدية لكل ما كتب عنها والتعامل مع النصوص بتحليل نقدي واعي”.
ومن جهتها, استفاضت الجامعية قاضي فتيحة في الحديث عن جزائر بني مزغنة في أعين الرحالة وجغرافيي العصر الوسيط ذاكرة بعض ما كتبه ابن حوقل والبكري والإدريسي وغيرهم ممن وصفوا مدينة الجزائر وتحدثوا بإسهاب عن أهميتها الاستراتيجية من حيث موقعها الجغرافي ومكانتها الامنية والدفاعية ودورها في منطقة المغرب الأوسط.
كما استعرض متدخلون آخرون ملامح أدبية وفنية ارتبطت بمدينة الجزائر عبر حقب متفاوتة, بصفتها فضاء تتناسل منه أغاني ونصوص روائية ورحلات استعادت الجغرافيا وحررت الخيال ووثقت للإنسان الذي عرفها, كما هو حال أغنية “يا جزائر” التراثية التركية القديمة التي أكد بخصوصها الجامعي عيشاي رابح بأنها “نص فني يحمل الجزائر في قلبه مازال يردد في الأفراح والأعراس”, فيما تتبع الجامعي خضور وليد إيقاع المدينة وفضاءها من خلال رواية “هاوية المرأة المتوحشة” لعبد الكريم ينينة.
وتتواصل أشغال الملتقى الوطني “مدينة الجزائر في الثقافة العالمية”, يوم غد الأحد ببرمجة مداخلات حول حضور مدينة الجزائر في الفنون التشكيلية والأعمال السينمائية.