التراث الإفريقي في الأرجنتين في معرض فني بالجزائر العاصمة
الجزائر – افتتح اليوم السبت بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة معرض للفنانة الأرجنتينية غابي ميسينا, سلطت من خلاله الضوء على التراث الإفريقي في الأرجنتين وأهمية التعريف به, وهذا من خلال مجموعة متنوعة من الإبداعات في الصورة الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية التجريبية والأعمال المركبة.
وتحت عنوان “جذور لفنانة إفريقية أرجنتينية”, يبرز هذا المعرض الحضور “المغيب” للأفارقة في المجتمع الأرجنتيني, من خلال عدة أعمال معروضة حول شخصيات شهيرة ذات أصول إفريقية تنحدر أصولها من العبيد الذين جلبوا للأرجنتين, وصور لمهاجرين آخرين معاصرين أتوا للبلاد من إفريقيا وغيرها بحثا عن حياة جديدة, بالإضافة إلى تأثيرات ثقافية مختلفة للأفارقة في المجتمع الأرجنتيني.
وتتساءل الفنانة في معرضها بعتاب عن أسباب “تغيبب الحضور الإفريقي في الوعي العام للمجتمع الأرجنتيني” و”عدم تطرق المقررات الدراسية الأرجنتينية لمساهمات هؤلاء الأفارقة في استقلال البلاد”, وأيضا “تهميشهم المجتمعي”, داعية في المقابل ل “استغلال هذا التنوع باعتباره ثراء للمجتمع والهوية في الأرجنتين”.
وتبرز من بين الأعمال المعروضة علم الأرجنتين به طباعة عدسية في وسطه تظهر من إحدى جوانبه الشمس التي تتوسط العلم ومن جانب آخر بورتريه لماريا ريميديوس ديل فال, وهي امرأة أرجنتينية من أصل إفريقي حاربت ضد البريطانيين عام 1807, ويعد يوم وفاتها يوما وطنيا في الأرجنتين مخصص للأفارقة الأرجنتينيين والثقافة الإفريقية.
ومن بين الإبداعات المعروضة أيضا طباعات أخرى عدسية لحركات جسمانية تعرف في الأرجنتين ب “كيلومبو” ومعناها “تعبير إحساس الحنان”, وهذا في لوحة من الحجم الكبير, والكلمة ذات أصول إفريقية وهي من بين العديد من المفردات ذات الأصول الإفريقية التي دخلت على اللسان الإسباني في الأرجنتين والتي استعملها سابقا الآلاف من الأفارقة الذين تم جلبهم للأرجنتين كعبيد.
وإضافة إلى أشرطة فيديو وثائقية تجريبية حول التراث الإفريقي بمختلف تجلياته فإن المعرض يضم أيضا عملا مركبا في شكل صور أشخاص مطبوعة بألوان أكريليكية, وهذا بعنوان “الذاكرة الجماعية من خلال ماما بانشا”, تكريما لامرأة أرجنتينية تدعى فرانسيسكا غوتييرز تعرف ب “ماما بانشا”, وهي شخصية ذات أصل إفريقي عاشت بالقرب من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في النصف الثاني من القن التاسع عشر وعرفت بدورها في أحداث تاريخية مست المنطقة.
كما يضم المعرض أيضا صورا عدسية لفنانين أرجنتينين معاصرين من أصل إفريقي, تركو بصماتهم الواضحة في الساحة الثقافية والفنية المحلية, على غرار روبرتو أولميدو العازف على آلات الإيقاع, و”أكوس” المغنية الرائدة في مجال موسيقى الهيب هوب بالأرجنتين, وكذا عازف الغيتار ديزي إيسبيتشي, والممثلة دايانا.
ودرست غابي ميسينا, وهي فنانة بصرية من مواليد 1971, الإشهار وتاريخ الفن والصورة, وقد شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية عبر مختلف بلدان العالم, ومنذ 2016 بدأت الاهتمام بالمواضيع التي تعنى بالحضور الإفريقي في الأرجنتين وخصوصا من خلال مفاهيم العرق والتراث وكذا سلوكيات المجتمعات وتاريخها.ويستمر هذا المعرض إلى غاية 17 ديسمبر المقبل.