الصالون الدولي للكتاب بالجزائر : إبراز الوعي الجديد وتعدد هواجس الكتابة لدى الجيل الجديد من الأدباء الأفارقة
الجزائر – أبرز عدد من الكتاب و الناشرين من الجزائر ودول إفريقية, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, في ندوة نظمت في إطار الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, تعدد الهواجس والمواضيع التي يتناولها الجيل الجديد من الكتاب في القارة الإفريقية عبر نصوصهم الأدبية ونزوعهم نحو أفق جديد يبرز الهوية الثقافية ومنفتح على قضايا واهتمامات إنسانية و هواجس المجتمع الحديث.
وأكد كتاب و ناشرون من الجزائر والطوغو و كوت ديفوار والسنغال, في ندوة أدبية على مستوى “فضاء إفريقيا” بعنوان “الأدب الإفريقي : الحضور و الوعي الجديد”, تعدد القضايا و الهواجس التي تتناولها النصوص الادبية للجيل الجديد من الكتاب في الفضاء الإفريقي, “رغم كونها تنهل من الهوية و التراث الشفوي و تناقش مسائل الهجرة و القضايا الاجتماعية و السياسية إلا أنها مرتبطة باللحظة الحالية التي يرصدها الادباء بشغف..”.
وفي هذا الإطار, أشار الروائي كوني علام (الطوغو) إلى أنه بفعل هذا الوعي تغيرت اهتمامات الجيل الجديد من الكتاب في إفريقيا و تناولوا مواضيع غير تلك التي ميزت الجيل السابق من الكتاب الأفارقة والتي تمحورت أساسا حول “قضايا التحرر من الكولونيالية و الزنوجة وما كان يطرحه الواقع السياسي و الإجتماعي في الخمسينيات و الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي من التزام سياسي, ليتجه نحو أفق جديد ذي طابع إنساني يركز على مواضيع ذات إهتمام مشترك يتقاسمها مع الإنسانية بعيدا عن الحيز الجغرافي و اللغوي”.
واعتبر ذات المختص في الأدب المقارن أن “هؤلاء الكتاب واكبوا من خلال نصوصهم التطورات والقضايا المستجدة في مجتمعاتهم وتماشيا أيضا مع اهتمامات القراء في هذه المرحلة واحتياجاتهم, ليتوسع بذلك مخيالهم و تفاعلهم مع مختلف الظواهر الجديدة التي يعرفها العالم”.
ومن جهته أشار الناشر, محمد لمين كامارا (السنغال), إلى أن الأدب الإفريقي تناول تيمات جديدة “ليثبت نفسه كأدب مستقل بذاته له رموزه و مرجعياته”, مثيرا في ذات الوقت إشكالية “ضعف حلقة النشر و توزيع الكتب في القارة الإفريقية و صعوبة نقلها من بلد إلى آخر”. كما داعا إلى ضرورة “تعزيز التعاون في مجال صناعة الكتاب بين دول الإتحاد الإفريقي”.
وبدوره, أشار الروائي كواديو سيميون كونان (كوت ديفوار) إلى “بروز جيل جديد من الكتاب الأفارقة يحملون وعيا جديدا و رؤى حداثية واقعية تهيمن عليها المواضيع السياسية و الإجتماعية كما تناقش قضايا جوهرية على غرار الإرهاب”, مؤكدا أن الكتاب الجدد في إفريقيا “يواصلون مسار إسترجاع الذات و الهوية التي حاول الاستعمار سلبها”.
ومن جانبه, أكد الناقد و الكاتب بن عودة لبداعي من الجزائر “الحضور القوي لصوت المرأة في سياق الكتابات الجديدة في الساحة الأدبية الإفريقية بما فيها الجزائر, وذلك مقارنة مع السنوات الماضية, كما انخرطت المرأة المبدعة في النشر و التواجد عبر مختلف الوسائط الإجتماعية الحديثة للترويج لإبداعها و إنتاجها الأدبي” مشيرا إلى أن “أسئلة وهواجس الهجرة تهيمن على كتابات الجيل الجديد في إفريقيا”.
وتتواصل فعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب لغاية 16 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري (صافكس), بمشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة, من بينهم 290 ناشرا جزائريا, يعرضون أزيد من 300 ألف عنوان.