اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في المغرب: فرصة لتجديد المطالب الشعبية بإسقاط التطبيع
الرباط – تستعد هيئات حقوقية و مدنية في المغرب لتخليد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عبر مظاهرات تضامنية بمختلف مدن المملكة ستجدد خلالها دعمها “المطلق” للقضية الفلسطينية ومطالبتها بإسقاط كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
و بهذه المناسبة, دعت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”, في بيان, فروعها ومكوناتها السياسية والحقوقية إلى إنجاح هذه الفعاليات, معلنة عزمها تنظيم مسيرة شعبية الاحد القادم بالدار البيضاء دعما للمقاومة الفلسطينية و رفضا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني, مناشدة المغاربة التفاعل مع هذه المناسبة لتأكيد التزامهم “التاريخي” بدعم القضية الفلسطينية.
و بالتزامن مع هذه الفعالية, ستنظم مظاهرات تضامنية في عدد من المدن المغربية الاخرى احتجاجا على السياسة التطبيعية المخزنية مع الكيان الغاصب الذي يقترف مجازر ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني.
وقد تم الإعلان حتى الآن عن وقفات في خريبكة مساء اليوم الخميس و بوجدة و خنيفرة غدا الجمعة, بينما ستشهد مدينتا أكادير و تطوان فعاليات احتجاجية الأحد القادم.
وتحمل هذه الاحتجاجات الشعبية “رسالة واضحة”, حسب ذات البيان, مفادها أن القضية الفلسطينية “لا تزال تحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة وأن دعمهم للقضية الفلسطينية جاوز الشعارات ليترجم إلى خطوات ملموسة تطالب بإنهاء الاحتلال وتحقيق العدالة والسلام و قطع العلاقات الخيانية التطبيعية مع الكيان المجرم”.
وتزامنت الفعاليات التضامنية في المغرب مع جهود دولية لإحياء “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 لتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في اقامة دولتهم المستقلة.
و كانت مظاهرات شعبية جرت بداية الاسبوع الجاري تضامنا مع المرأة الفلسطينية بمناسبة “اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة” ميزتها مسيرة حاشدة في طنجة إضافة إلى مظاهرات أمام البرلمان في العاصمة الرباط و في مدينة الدار البيضاء, حيث سلطت الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات واللبنانيات في ظل العدوان الصهيوني وما يتعرضن له من عنف انتهاكات مستمرة, و ذلك في سياق التضامن مع هذه الفئة الهشة التي تدفع أبهض ثمنا للعدوان الهمجي الصهيوني المتواصل.
و خلال المظاهرات, استنكرت ناشطات في حركة “مغربيات ضد التطبيع” استمرار تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني وحملته في نفس الوقت “مسؤولية الأوضاع المأساوية التي تعيشها نساء المغرب من استغلال وعنف وتمييز ومسؤولية ما تتعرض له المرأة الفلسطينية بالنظر لعلاقات التطبيع مع الصهاينة المجرمين”.
ورفضت الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان, خديجة الرياضي, استمرار العلاقات المغربية الصهيونية في ضوء قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقال اثنين من مجري الحرب الصهاينة لضلوعها في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب, معتبرة استمرار التعامل معه “دعما للإرهاب وإشادة به”.
وأشارت في السياق الى أن هذا اليوم “مناسبة للتضامن مع كل ضحايا العنف سواء داخل المغرب أو خارجه, ومناسبة أيضا للتأكيد على أن النضال مستمر من أجل مغرب دون عنف ضد النساء”.
و كشف تقرير للأمم المتحدة الصادر في 8 نوفمبر الجاري أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70 في المائة من آلاف شهداء عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة الذين تحققت الهيئة الدولية من مقتلهم في الفترة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024.
وبلغ عدد شهيدات حرب الإبادة الجماعية على غزة نحو 12 ألف امرأة إضافة إلى عشرات الآلاف من الجريحات والمصابات, حسب آخر حصيلة للمكتب الإعلامي الحكومي صادرة في 19 نوفمبر و التي أشارت أيضا الى أن حوالي 60 ألف امرأة حامل في غزة معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.