سامي عصاد ينشر أول رواية له بعنوان “قوسي و يها”
الجزائر – يشد الكاتب الشاب سامي عصاد في روايته الأولى الصادرة مؤخرا بعنوان “Mon Arc et Yeha” (قوسي ويها) الرحال رفقة بطله “روجيه”, شاب كاميروني مهاجر, لاكتشاف الجزائر العميقة بتفاصيلها السياحية والتراثية والثقافية من خلال تجربة إنسانية مميزة.
وتروي الرواية الصادرة عن منشورات “حبر”, عبر 193 صفحة, قصة “روجيه”, طباخ كاميروني في التاسعة والعشرين من عمره يشد الرحال نحو الشمال, حيث يقوم الكاتب بتتبع مراحل هذه الرحلة الشاقة والمميزة التي سينطلق فيها “روجيه” من بلدته دوالا وصولا إلى الجزائر وسيتعمق في عدة مدن تاريخية ويكتشف مواقع لم يكن يعرفها من قبل على غرار وادي ميزاب بغرداية والمدينة الأثرية تيمقاد بباتنة حيث يعيش شخص “يها” الذي يمثل شخصية فريدة وغامضة أين سيكون له دور كبير في تحويل خيار المجازفة بالهجرة نحو أوروبا إلى رحلة ممتعة ومشوقة مليئة بالأسرار والحكايات والمواقف الإنسانية.
تتشابك مصائر الرجلين ويترافق “يها” و”روجيه” لمواجهة الظروف الصعبة فيضطرأن إلى قضاء وقت أطول في عدة أمكنة ارتبطت قصصها بثقافة الجزائر وتاريخها, فتحول السفر إلى رحلة استكشاف كبيرة لمختلف المواقع.
يمنح الكاتب الحرية لشخوصه لتصف ما تراه من أمكنة ومواقع وما تشعر به في لحظات التأمل والتفكير مفضلا هذا الخيار السردي القائم على صيغة الحاضر والماضي لإثراء نصه وتفعيل دور شخوصه بكل ميزاتهم الحميمة.
وكتبت الرواية في لغة مفهومة وسلسة مطعمة بمفردات مدروسة ومبحوث عنها تشعر القارئ أنه بصدد قراءة دفتر رحلات كتبه “روجيه” الكاميروني الذي سحرته طبيعة وتاريخ الجزائر وتقاسم بكلماته الصادقة تلك الانطباعات والأحداث.
كما استطاع سامي عصاد في باكورة تجربته الروائية “الانفتاح على أفق إبداعي جديد” وهو المحب للسفر والاستكشاف والمهتم بالتاريخ وقصص الأمكنة, وبصفته كاتبا واعدا فقد سمحت له كتابة القصص واليوميات بالوصول تدريجيا إلى السرد الروائي بكل ما يتطلب من نفس طويل وخيال.
ويقول الكاتب أن عوالمه الروائية “مستلهمة من عدة مصادر, منها التأثير الكبير لألعاب الفيديو التي ساهمت في بناء أجواء خاصة تناسب هذه الرواية, ناهيك عن تأثره بقراءات روائية كثيرة ومتنوعة”.
ويبرز على غلاف الرواية الموقع الأثري “تيمقاد” وبخاصة قوس النصر الروماني “تراجان” بصفته بوابة عابرة للمكان والزمان وعبرها تظهر صورة صحراء الجزائر كواحدة من المحطات الهامة لـ “روجيه” بطل القصة, وأيضا شخصية “يها” بصفته بطلا ثانيا يحتل مكانة هامة كذلك تماما مثل “روجيه” في هذه المغامرة الفريدة.
وفي رصيد سامي عصاد, الشغوف بالسياحة والفلسفة, عدة أعمال منها “التجوال الأول” و”مغامرات ثانية”, نصوص فلسفية منشورة سنة 2021.