قسنطينة: ضرورة إدماج المعايير البيئية والتكنولوجيات الحديثة لإعادة إحياء التراث الحضري
قسنطينة – أكد مشاركون في ملتقى دولي حول “السياحة و التراث الحضري المتوسطي”, انطلق اليوم الاثنين بقسنطينة, على ضرورة “إدماج المعايير البيئية والتكنولوجيات الحديثة لإعادة إحياء التراث الحضري في الجزائر”.
وقد أبرزوا ضمن هذا اللقاء الذي تحتضنه على مدار يومين كلية علوم الأرض والجغرافيا و التهيئة العمرانية بجامعة الإخوة منتوري (قسنطينة 1), أهمية التعامل مع الموروث الحضري الثقافي و التاريخي كهوية اجتماعية و حمايته من مختلف العوامل و الأخطار الطبيعية و هو ما يتطلب ـ حسبهم ـ وضع استراتيجيات و آليات للمحافظة على المواقع التاريخية و السياحية من خلال اعتماد نظم المعلومات الجغرافية و رقمنة المواقع الحضرية بالرسم البياني ثلاثي الأبعاد و تطوير برامج إلكترونية للزيارة الافتراضية للمعالم السياحية.
وفي هذا الصدد, أفادت رئيسة الملتقى, لمياء بولجمر, و هي أستاذة بذات الكلية أن الهدف من هذه التظاهرة هو “المساهمة في تطوير منظومة القطاع السياحي من خلال تجسيد تلك الإستراتيجيات و الآليات التي ستسمح بالتعريف أكثر بالمناطق والمواقع التاريخية و السياحية مما سيزيد من إقبال الزوار و السياح عليها من داخل و خارج الوطن”.
من جهته, اعتبر الدكتور عبد الكريم بن سعيد, مختص في علم البيانات العمرانية الرقمية بجامعة أورليان بفرنسا, أنه أصبح من الضروري تعميم التكنولوجيات الحديثة في مجال التراث الحضري و وضعها في خدمة إعادة الاعتبار للتراث السياحي, من خلال الاعتماد على الأنظمة المعلوماتية و رقمنة البيانات العمرانية و توظيف التقنيات الإلكترونية لتسيير المنشآت عن بعد, فضلا عن حماية المواقع التاريخية و الثقافية و توفير وسائل النقل المؤدية إليها.
للإشارة, ستتم خلال هذا الملتقى مناقشة التحديات الحالية المتعلقة بتثمين التراث الحضري في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط و المحافظة عليه مع استعراض مختلف النماذج المبتكرة والاستراتيجيات المستدامة المعتمدة لإحياء التراث الحضري, وتثمينه سياحيا بإدماج المعايير البيئية والتكنولوجيات الحديثة على وجه الخصوص.