سلامة مرورية: مختصون يدعون إلى تعزيز مفهوم القيادة الدفاعية للحماية من الحوادث
الجزائر – دعا مشاركون في يوم دراسي حول “تعزيز القيادة الدفاعية وحفظ السلامة المرورية في الجزائر”, نظم اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, إلى ضرورة تعزيز مفهوم القيادة الدفاعية إلى جانب إشراك مختصين في الدراسات السلوكية, سيما أن العامل البشري يعد السبب الرئيسي في حوادث المرور.
وخلال هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي, أكد رئيس المجلس, سيدي محمد بوشناق خلادي, أن ظاهرة حوادث المرور “باتت تخلف آثارا اقتصادية, اجتماعية وبيئية كبيرة, ما يستدعي الاستعانة بمختصين في تحليل الدراسات السلوكية”, معتبرا أن التدابير العقابية والتقنية وتعزيز المراقبة عبر الطرقات المتخذة من قبل السلطات “لم تعد كافية”.
ودعا في هذا الإطار, إلى “إشراك مختصين في مجال التحليل السلوكي قصد المساهمة في اقتراح حلول لهذه الظاهرة بعد تحليلها وفهم الجوانب المرتبطة بالسلوك البشري ومناقشة التدابير الواجب اتخاذها, إلى جانب تعزيز مفهوم القيادة الدفاعية”.
كما أكد “حرص المجلس على تثمين كل المقترحات والتوصيات ورفعها الى السلطات العليا للبلاد قصد المشاركة بفعالية في صنع القرار بخصوص هذه الظاهرة”.
من جانبه, ركز المختص في اقتصاد النقل بمدرسة الدراسات العليا التجارية, فارس بوباكور, في مداخلة بعنوان “حوادث المرور في الجزائر: الحالة الراهنة”, على أهم المؤشرات التي ساهمت في ارتفاع هذه الظاهرة, على غرار ارتفاع عدد السكان وعدد المركبات, حيث أشار إلى أن عدد الوفيات والإصابات “بقي مستقرا منذ سنوات الثمانينات وإلى غاية اليوم وهذا ما يعكس –كما قال– التحكم النسبي في هذه الظاهرة, من خلال مختلف الاجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات خصوصا بالنسبة للطرق السريعة والازدواجية”.
وبعد أن لفت إلى تسجيل انخفاض في حوادث المرور سنة 2021 جراء الحجر الصحي بسبب وباء كورونا (كوفيد-19), أشار إلى أن عدد الحوادث “عاد إلى الارتفاع مجددا, وهو ما ترتب عنه تسجيل خسائر بشرية ومادية معتبرة”, مبرزا أن “حوادث المرور تكلف الدولة خسائر بقيمة 100 مليار دج سنويا”.
وفي مداخلة لها حول “السلامة المرورية: القوانين والأنظمة”, تناولت نائب مدير حركة المرور عبر الطرق بوزارة النقل, حسيبة قواسمية, الشق القانوني المتعلق بحركة المرور وأهمية اعتماد “القيادة الدفاعية” كاستراتيجية للسياقة الآمنة ومواجهة المخاطر, مشددة على “ضرورة التركيز على التوعية والتكوين في هذا المجال من خلال إطلاق حملات تحسيسية وطنية وإدراجها في المناهج الدراسية وتكوين السائقين”.
كما أشارت إلى “أهمية اعتبار السلامة المرورية أولوية وطنية على أعلى مستوى, من خلال حشد جميع الفاعلين في المجتمع للتحسيس والتوعية, إعداد دراسات وبحوث علمية في هذا المجال وضمان التكوين اللازم, اعتماد نظام معلومات رقمي, الاهتمام بالشق القانوني, التقني والتكنلوجي وإنشاء صندوق خاص لدعم السلامة المرورية”.
للإشارة, فقد قام المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمناسبة, بتكريم عائلة المرحوم, محمد العزوني, الشهير ب”الشرطي المخفي” في برنامج “طريق السلامة” على التلفزيون العمومي, وذلك نظير جهوده في مجال السلامة المرورية والتوعية بخطورة عدم احترام قوانين المرور.