Monde

تصاعد سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين “لخلق واقع استعماري جديد”

رام الله (فلسطين المحتلة) – يعيش الفلسطينيون وضعا خطيرا تتصاعد في ظله سياسة تضييق الاحتلال الصهيوني للخناق عليهم في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، عبر تشديد الحصار على مدنها وإطلاق يد إرهاب المستوطنين وتأمين اعتدءاتهم اليومية، في تجاهل تام للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني و”لخلق واقع استعماري جديد”.

وذكرت أنباء أن قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنون يواصلون تضيق الخناق على الفلسطينيين في مسافر يطا، جنوب الضفة الغربية، وذلك من خلال نصب الأبراج والبوابات الحديدية، ومطاردة المواطنين ورعاة الأغنام، وتخريب الممتلكات واقتلاع الأشجار.

ونقلت مصادر إعلامية عن الناشط الفلسطيني، أسامة مخامرة، قوله أن قوات الاحتلال صعدت من ممارساتها التي طالت المواطنين ممتلكاتهم في كافة التجمعات السكنية في مسافر يطا، وذلك بهدف تضييق الخناق عليهم وإجبارهم على الرحيل من أراضيهم.

وفي إطار سياستها العدوانية، نصبت قوات الاحتلال برجا عسكريا على مدخل قرية “اللتواني” التي تعتبر منفذا رئيسيا لكافة التجمعات في مسافر يطا، كما نصبت أمس الإثنين، بوابة حديدية في منطقة البركة، مما يزيد من معاناة المواطنين في الكرمل وقرى ماعين والجوايا، من التنقل والحركة والوصول إلى أراضيهم ومراعيهم، فيما قطعت أوصال المناطق والقرى عن بعضها.

وأكد الناشط الفلسطيني مخامرة، أن قوات الاحتلال والمستوطنين، صعدوا من ممارساتهم الرامية للضغط على المواطنين، ومنعهم من الوصول إلى المراعي وأراضيهم الزراعية، تمهيدا للاستيلاء عليها، وتوسيع المستوطنات المقامة على أراضي مسافر يطا، أو إقامة بؤر استيطانية جديدة.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس قروي بيرين، فريد برقان، أن ممارسات الاحتلال وعصاباته الارهابية من المستوطنين بقرى يطا ومسافرها ومواصلته نصب المزيد من الحواجز العسكرية والأبراج والبوابات الحديدية بين التجمعات السكانية، يهدف إلى “خلق واقع استعماري جديد”، تزامنا مع إطلاق العنان لإرهاب المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال.

وتضم منطقة “مسافر يطا” عدة قرى، يعاني سكانها من خطر التهجير القسري الدائم منذ عقود بسبب إقامة الاحتلال للعديد من المستوطنات وبؤر ومناطق “إطلاق نار” للتدريب العسكري.

ويتعرض الفلسطينيون في هذه القرى للضرب بالعصي وإلقاء الحجارة من طرف المستوطنين، وترويع ماشيتهم وتفريقها عن طريق امتطاء الخيول أو المركبات الجبلية لإخافة القطعان، وإطلاق كلاب تهاجم الرعاة وأغنامهم. ويتعرضون لإضرام النار في حقولهم وقطع أشجارهم.

من جانب آخر، داهمت قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء، محال تجارية في قرى وبلدات شمال غرب وشرق القدس وعبثت بمحتوياتها ونكلت بالمواطنين والمارة واعتدت على عدد منهم.

كما داهمت قوات الاحتلال مشاتل زراعية في بلدة العيزرية شرق مدينة القدس، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، فيما اعتقلت شابا فلسطينيا بعد مداهمة منزله وتفتيشه.

وتعرضت منشآت سكنية وحظائر ماشية في قرية دوما جنوب مدينة نابلس اليوم إلى هدم نفذته جرافات الاحتلال الصهيوني.

ومنذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر الماضي، وبالتوازي مع الدمار غير المسبوق الذي لحق بالمنازل والمباني والمنشآت في القطاع، تصاعدت عمليات هدم منازل المواطنين، خاصة في المنطقة المصنفة (ج)، والتي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة.

وتظهر معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن الاحتلال نفذ خلال شهر أغسطس الماضي 62 عملية هدم، طالت 78 منشأة، بينها 36 منزلا مأهولا، و8 منازل غير مأهولة، و13 منشأة زراعية وغيرها، كما أخطرت بهدم 74 منزلا ومنشأة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى