التشكيلي ناشي سيف الدين يعرض أعماله بالجزائر العاصمة
الجزائر – يتواصل برواق الفنون “محمد راسم” بالجزائر العاصمة معرض الفنان التشكيلي ناشي سيف الدين الذي يقدم أعمالا فنية انطباعية بلمسة واقعية مستوحاة من عناصر التراث الثقافي المحلي لعاصمة الزيبان بسكرة، بكل ما تحمله من عادات وتقاليد ومعالم وأزياء وواحات تترجم مدى الثراء الذي تتميز به البيئة الصحراوية.
ويضم المعرض، الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، والموسوم ب “بستان الفن”, قرابة 30 عملا فنيا بمختلف الأحجام تعكس التراث الصحراوي لمدينة بسكرة العتيقة، وتوحي بارتباط الفنان بمسقط رأسه، حيث يغلب عليها توظيف تقنيات المدرسة الواقعية والحروفية, وذلك بالاعتماد على خلطة من الألوان المائية والزيتية المتداخلة التي تغلب عليها الألوان الترابية الدافئة كالبني والأحمر والأرجواني والأصفر بتدرجاتها التي تنقل التفاصيل بقوة وبلمسة أنيقة.
وترصد هذه الأعمال أهم معالم ومواقع بسكرة، بقصورها ووديانها وواحاتها ومساجدها وأزقتها التي تعبق بالتراث والجمال الصحراوي، وتعكس جوانب من العناصر العمرانية ذات النمط المحلي الذي تستعمل فيه مادة الطين والخشب والسعف وغيرها من العناصر التقليدية التي تقدم نماذج من التراث المادي للمدينة العتيقة، ومنها مواقع “القنطرة”, “الدشرة الحمراء”, “وادي سيد زرزو” ومساجد وأزقة قديمة.
وإلى جانب هذه اللوحات، يضم المعرض أيضا أعمالا تحكي الطبيعة الصامتة كباقات الأزهار، بينما تسجد أخرى أصالة حي القصبة بالعاصمة بكل تراثه وزخمه، إلى جانب لوحات في فن الخط العربي تحتوي على قصائد وطنية وثورية، على غرار “قصيدة للنشيد الوطني، قسما” لشاعر الثورة مفدي زكريا، و”قصيدة فداء الجزائر”, وغيرها من الأعمال التي اعتمد في إنجازها على الخطين الديواني والسنبلي.
كما يفرد الفنان، وهو من مواليد 1986 ببسكرة وخريج المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة سنة 2011, في مجموعته جانبا يتضمن بورتريهات لشخصيات ثورية وتاريخية، من بينها بورتريه للأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وبورتريهين آخرين لشهيدي الثورة التحريرية، العربي بن مهيدي وسي الحواس.
وبالمناسبة، أعرب ناشي سيف الدين ل /وأج، والذي يعمل حاليا أستاذا للفن بدار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة، عن “سعادته” بتنظيم هذا المعرض بالجزائر العاصمة، معتبرا أنه فرصة ل “التعريف بموهبته وشغفه بالفن التشكيلي الذي ورثته عن والده”, لافتا أيضا إلى أنه يمازج في أسلوبه الفني بين مختلف تقنيات ومدارس الفن التشكيلي”.
وأضاف المتحدث أن لوحاته المعروضة “تمثل فرصة للجمهور لاكتشاف معالم وتراث مدينة بسكرة القديمة التي اندثر واختفى أغلبها عن الوجود وأصبحت من ذكريات الطفولة”, مشيرا أيضا إلى أنه “يحاول الحفاظ من خلال أعماله الفنية على ذاكرة هذه المدينة العتيقة”.
ويتواصل معرض “بستان الفن” إلى غاية 12 أكتوبر الجاري.