Monde

الفلسطينيون في غزة يواجهون الشتاء القارس في ظل ظروف إنسانية قاسية

غزة – أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” اليوم الثلاثاء, بأن نحو نصف مليون شخص يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات بقطاع غزة, الذي يشهد أوضاعا إنسانية مأساوية, تفاقمت بشكل كبير بفعل العدوان الصهيوني المستمر, ومع دخول فصل الشتاء.

وذكر بيان ل”الأونروا” أن العائلات الفلسطينية في مخيمات الإيواء في القطاع تعيش أوضاعا قاسية تتفاقم أكثر بسبب نقص الإمكانات الأساسية لمواجهة الطقس, وفي ظل غياب الظروف الملائمة للحياة الآمنة, لافتا إلى أن “النازحين في الخيام يواجهون أمطارا غزيرة وارتفاعا في مستوى البحر, وغارات وسط طقس شتوي صعب”.

ويشهد قطاع غزة منذ أمس الأول منخفضا جويا حادا, صاحبه انخفاض في درجات الحرارة وتساقط الأمطار بغزارة على عدة مناطق مع رياح شديدة, عصفت بخيام النازحين, فيما غمرت مياه البحر خيام النازحين التي أقيمت على الشاطئ مباشرة, لعدم توفر أماكن وأراض فارغة مناسبة لإنشاء مخيمات نزوح عليها وسط وجنوب القطاع, مما أدى لغرقها.

ومع بدء هطول الأمطار على القطاع, تلقى الدفاع المدني الفلسطيني عشرات نداءات الاستغاثة إثر غرق خيام النازحين.

وفي هذا الصدد, قال محمود بصل, المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني, أن “الواقع في مخيمات الإيواء صعب جدا, نظرا لاهتراء معظم الخيام, وعدم وجود بنية

تحتية تستقبل الكميات الغزيرة من الأمطار”.

وأكد أن “عدم توفر إمكانات لدى الدفاع المدني زاد تعقيد عمليات الاستجابة لنداءات المواطنين الذين يفتقدون أي مقومات لمواجهة الشتاء, ولا تتوفر لديهم أغطية كافية تقيهم برد الشتاء”, واصفا الظروف التي يعيشها المواطنون ب”المأساوية”, وأنها تتطلب “تحركا عاجلا” من قبل المؤسسات الإغاثية لتشكيل جبهة إسناد لأهالي غزة ومدهم بما يلزمهم لمواجهة تبعات الشتاء.

وأوضح أن “الخطر يحيط بالمواطن الفلسطيني من كل جانب ومن لم يمت بالقصف الصهيوني ربما يموت بردا أو غرقا بمياه الأمطار التي تغزو الخيام”, كما أن “إشعال المواطنين للنيران بسبب غياب غاز الطهي والكهرباء يشكل خطورة على حياتهم ويزيد احتمال تعرضهم للاختناق”.

ومع استمرار الإبادة الصهيونية على غزة تتضاعف معاناة هؤلاء النازحين حيث أصبحت ثلاثية, البرد والجوع والحرب, تثقل كاهلهم.

وفي هذا الصدد, طالب أمجد الشوا, رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة, المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان الصهيوني وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية, وإنقاذ حياة النازحين خاصة الأطفال وكبار السن.

وحذر الشوا من غرق المزيد من الخيام مع التقلبات الجوية خلال فصل الشتاء, شيرا إلى أن العديد من النازحين عادوا إلى ما تبقى من أنقاض منازلهم, بسبب غرق خيامهم.

من جانبه, قال مدير الإغاثة الطبية في جنوب قطاع غزة بسام زقوت, أن الأوضاع الإنسانية تزداد كارثية, مبينا أن الجوع والبرد آفتان تقتلان المواطنين في القطاع في هذه المرحلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى